1000 مشروع في 189 دولة.. وخُططنا تمكين المرأة
حدثينا عن نفسك وعن دورك في مؤسسة الوليد للإنسانية؟
انضممت للعمل في مؤسسة الوليد للإنسانية في عام 2019 بهدف تقديم الدعم لفريق العمل قيادة المبادرات المحلية. وفي الوقت الحالي، أتولى مسؤولية إدارة مشروع تاريخي يركز على تطوير صناعة الحرف التقليدية في المملكة العربية السعودية من خلال تدريب وتوظيف النساء في جميع أنحاء المملكة. حتى الآن، استفادت من هذا البرنامج 3000 امرأة سعودية في الوقت الذي نتطلع فيه إلى تمكين جيل من رواد الأعمال الطموحين.
هل يمكنك مشاركتنا بمعلومات عن مؤسسة الوليد للإنسانية؟
أسس الأمير الوليد بن طلال اَل سعود مؤسسة الوليد للإنسانية قبل أربعة عقود، وفق رؤية ترتكز على جعل العالم أكثر تسامحاً ومساواة في تحقيق الفرص للجميع. ومنذ ذلك الوقت، وفرت المؤسسة الدعم وأطلقت أكثر من 1000 مشروع ومبادرة إنسانية في أكثر من 189 دولة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين. وقد كان عام 2020 عاماً مهماً بالنسبة لنا في مؤسسة الوليد للإنسانية، حيث احتفلنا بمرور 40 عاماً على تأسيس المؤسسة. كما قامت المؤسسة بدعم وإنفاق أكثر من 4 مليارات دولار على مبادرات الرعاية الاجتماعية، والوصول إلى أكثر من مليار مستفيد حول العالم.
يقود فريق عملنا في مؤسسة الوليد للإنسانية 10 سيدات سعوديات، ونتعاون مع مجموعة من المؤسسات الخيرية والحكومية والتعليمية في المشاريع والمبادرات التي تعكس مجالات تركيزنا الأربعة: خلق التفاهم الثقافي، وتنمية المجتمعات، وتوفير الإغاثة في حالات الكوارث، وتمكين النساء والشباب.
ويستند نجاح المؤسسة على إستراتيجية منظمة وشاملة، نركز من خلالها على رأب الفجوات المجتمعية وتمكين الناس على أرض الواقع.
هل يمكنك أن تعطينا لمحة عامة عن العمل الإنساني في المملكة العربية السعودية؟
نعمل في المملكة العربية السعودية بما ينسجم مع رؤية حكومة المملكة ورؤية الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس مؤسسة أمناء الوليد للإنسانية، بترجمة الأقوال إلى أفعال حقيقية على أرض الواقع في جميع أنحاء العالم. لدينا في المؤسسة العديد من المبادرات في المملكة العربية السعودية لدعم المحتاجين. فعلى سبيل المثال، تهدف مبادرة «حركية» إلى تحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون من إعاقات الجزء السفلي من الجسم. كما مكّن مشروع الحرفيين السعوديين من الحصول على قدر أكبر من الاستقلال الاقتصادي. أضف إلى ذلك، لدينا سلسلة من المبادرات التي تركز على تحسين حقوق المرأة السعودية في ما يتعلق بالعمل في الشؤون القانونية مثل مبادرة «واعية».
كيف تدعم مؤسسة الوليد للإنسانية فرص العمل في المملكة العربية السعودية؟
نعمل عن كثب مع شركائنا المحليين والإقليميين والعالميين لتحديد الحواجز والعراقيل المجتمعية وتصميم المبادرات بشكل إستراتيجي لسد هذه الفجوات لدفع فرص العمل في المملكة العربية السعودية. وفي هذا الإطار، نوفر الدعم لرائدات الأعمال في المملكة العربية السعودية من خلال تحفيز نمو الصناعات الحرفية وضمان حصول النساء على سبل عيش مستدامة من خلال حرفهن. نقوم بتطوير أسواق الحرف اليدوية في جميع أنحاء المملكة والتي تتيح لمئات الحرفيات الوصول إلى أسواق جديدة وفرص تجارية، مع الحفاظ على الحرف اليدوية والتقاليد القيمة بما في ذلك صناعة المجوهرات ونسج السدو. كما نعقد ورش عمل حول ريادة الأعمال والعلامات التجارية والإنتاج لمساعدة الحرفيات على تطوير مهاراتهن التجارية وأن يصبحن رائدات أعمال واثقات بقدراتهن يسهمن في تطوير اقتصاد مستدام. وبالإضافة إلى جهودنا في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين الجيل القادم من رائدات الأعمال، نهدف إلى تعزيز الشعور القوي بالمشاركة المجتمعية في جميع أنحاء المملكة.
وكجزء من جهودنا لدعم وتمكين المرأة السعودية، قمنا أيضًا بالشراكة مع شركة «كريم» لتطوير المواهب النسائية في المملكة ودعم السائقات الجدد «كابتنة». وقمنا بتسليم الدفعة الثالثة من أصل 100 سيارة تعهدنا بها لمشروع «كريم كابتنة» لسد الفجوة بين الجنسين وتوفير فرص متكافئة للتوظيف.
ما هو الدور الذي تلعبه الصناعات الإبداعية في معالجة التغيير الاجتماعي؟
وفرت الصناعات الإبداعية منصة مثالية لمعالجة عدم المساواة بين الجنسين في المملكة العربية السعودية، وتعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل مستدامة مع التركيز على إظهار مهارات المجتمعات الحرفية. ويشكل الحرفيون المحليون قوة دافعة للتغيير في المملكة العربية السعودية، ونحن ملتزمون منذ فترة طويلة بتعزيز عملهم من خلال إشراكهم بمجموعة من برامج ريادة الأعمال والبرامج التعليمية مع الحفاظ على التراث المحلي. كما نعمل على تمكين الحرفيات من النساء، وتزويدهن بالمهارات التي يحتجنها لتحقيق النجاح ويفخرن برؤية منتجاتهن تُباع كسلع فاخرة في فنادق من فئة خمس نجوم حول العالم.
أطلقنا هذا الشهر العلامة التجارية المحلية «مزودة» لدعم الحرفيات السعوديات. وترتكز هذه العلامة التجارية على مفهوم الفن كوسيلة لتقديم سلع وهدايا هادفة مصنوعة يدوياً ونابضة بالحياة. ومن خلال هذا المشروع، نعمل بصورة مباشرة مع الحرفيين السعوديين من مختلف الأجيال لإنتاج سلع أصلية تظهر الوجه المشرق للثقافة السعودية. كما جاء إطلاق هذا المشروع بمثابة جسر يربط الماضي بالمستقبل، نركز فيه على إظهار الإبداع وأهمية التواصل بين الثقافات، بالإضافة إلى كونها فرصة للتوظيف والتنمية المستدامة. كما أن مشروع مزودة ملتزم بالحفاظ على أصول الحرفة، من خلال انتقاء مكونات كل منتج من مواد محلية. منتجات مزودة متاحة للشراء في جميع أنحاء المملكة عبر تطبيق PIK في الرياض، وعبر منصة «طيب» في جميع أنحاء المملكة. نحن فخورون بهذا المشروع، خصوصا أن 100% من عائدات مبيعات منتجات مزودة تعود إلى مجتمعات الحرفيين المحليين في السعودية، مما يؤدي بشكل فعال إلى إحداث التغيير الاجتماعي، وسد الفجوة بين الجنسين وتعزيز الاستقلال الاقتصادي للمرأة.
ما هو تأثير برامج التطوع المحلية، وكيف تدعم رؤية المملكة 2030؟
تشهد المملكة العربية السعودية زيادة في الإقبال على العمل التطوعي، مدفوعاً بهدف رؤية 2030 المتمثل في حشد مليون شخص للتطوع سنوياً. في مارس 2021، دخلت مؤسسة الوليد للإنسانية في شراكة مع مؤسسة الكشافة العالمية لدعم مشاركة النساء والشباب في الكشافة على المستويين المحلي والدولي، وتشجيع مشاركة أكبر في التطوع المجتمعي في قطاع التعليم العالي. هذه المبادرة هي الأولى في المملكة لبناء مجموعات منظمة من النساء والشباب الكشفية في الجامعات السعودية. وكجزء من المرحلة التجريبية، تم توقيع اتفاقيتين مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وجامعة الأمير سلطان، وهما أول جامعات يتم التوقيع معهما. كما سيتم عقد اتفاقيات مع ثلاث جامعات أخرى خلال هذا العام، في حين ستشمل الاتفاقيات المزيد من الجامعات في جميع أنحاء المملكة.
وأود الإشارة هنا إلى أن المرأة السعودية تلعب دوراً مهماً للغاية في تنمية المجتمع بالمملكة. وبالتالي، فإن تمكين النساء والشباب من خلال البرامج التطوعية، يمكن أن يلهم النساء والفتيات الأخريات للمشاركة بنشاط في التقدم البيئي والاقتصادي للمملكة.
دور المرأة والشباب في تنمية المجتمعات
ما هو دور المرأة والشباب في تنمية المجتمعات المحلية في المملكة العربية السعودية؟
تتمتع النساء والفتيات بقدرة فريدة على إعادة تشكيل المجتمعات ومختلف القطاعات. ونعتقد في مؤسسة الوليد للإنسانية بأنه يمكننا تخطي الحدود بدعم وتمكين النساء في جميع أنحاء العالم لتحقيق المساواة وتمكين شباب اليوم من خلق غد أفضل. عندما تستثمر في صحة المرأة وتمكينها، يكون لذلك تأثير مضاعف، حيث تساعد العائلات والمجتمعات والبلدان على تحقيق فوائد طويلة الأمد.
تعد مشاركة المرأة في الاقتصاد والصحة والتعليم والحكومة مسألة مهمة للغاية في تطوير المجتمعات المحلية في المملكة العربية السعودية. ومن أجل إزالة العقبات والحواجز التي تواجهها المرأة السعودية في القطاعات الاقتصادية والمجتمعية، نحتاج إلى العمل معاً لدعم تمكين المرأة. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تعاونت مؤسسة الوليد للإنسانية في عام 2019 مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والهيئة العامة للإحصاء وجامعة الملك سعود، في أول مشاركة سعودية في دراسة التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي كشفت التحديات التي تواجه المرأة السعودية من منظور اجتماعي، واقتصادي، وصحي وتعليمي.
إن تمكين المرأة هو أحد أركان عملنا الأربعة، فنحن نكرس جهودنا لتقديم برامج التدريب والتوظيف، ودعم خريجات القانون، وتمكين المرأة في القطاع الحكومي، وتشجيع الحرف اليدوية النسائية. كما نعمل على زيادة الوعي بالحقوق القانونية للمرأة من خلال مبادرة «واعية» القانونية، وهي مبادرة تدعمها الآن هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية من خلال مذكرة تعاون رسمية. بالإضافة إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان للمرأة والشباب في المملكة، دخلنا في شراكة لتوفير دعم نفسي واجتماعي واقتصادي أكبر للنساء اللواتي يواجهن أشكالاً من التعنيف.
وفي الختام، أود الإشارة إلى القيادة الحكيمة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث أسهم بجعل المملكة العربية السعودية تخطو خطوات متقدمة في تمكين المرأة والشباب. كما غيرت رؤية 2030 الديناميكيات داخل المملكة في ما يتعلق بالتركيز على خلق مجتمع نابض بالحياة لكافة المواطنين، لتحقيق أحلامهم والنجاح في بناء اقتصاد مزدهر. بالتالي، ستوفر خارطة الطريق الطموحة والقابلة للتحقيق فرصاً للجميع، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن النساء والشباب هما عاملان أساسيان في الازدهار الاقتصادي في المملكة، ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، لكنني أعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح.