الاحتفال باليوم العالمي للصحة: جهد جماعي نحو صحة ورفاهية عالمية


يعد اليوم العالمي للصحة لحظة خاصة لنا جميعًا للتفكير في مدى تقدمنا في النضال من أجل صحة ورفاهية أفضل، وللتذكير بالعمل الذي لا يزال أمامنا. هذا العام، نسلط الضوء على الجهود العالمية في مجال الصحة التي تجمع بين المنظمات والحكومات والمجتمعات لمواجهة التحديات التي نواجهها اليوم. ومن بين أكثر هذه الجهود إلهامًا، تأتي المبادرات التي أطلقها مؤسسة الوليد للإنسانية، التي تُحدث فرقًا حقيقيًا في بعض من أكثر المناطق المحرومة في العالم.
تتعاون مؤسسة الوليد للإنسانية مع منظمات أخرى، والحكومات، والمجموعات غير الحكومية لتمكين النساء والشباب، وتعزيز المجتمعات، وتقديم الإغاثة في حالات الكوارث، وتعزيز الفهم الثقافي، ودعم بيئة صحية أفضل للجميع.
من خلال التعاون مع منظمات مثل التحالف العالمي للقاحات والتحصين، مؤسسة جيتس، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، و مركز كارتر العالمية، عملت مؤسسة الوليد للإنسانية بلا كلل لتحسين صحة الفئات الضعيفة. وتتناول هذه المشاريع قضايا حاسمة مثل الوصول إلى اللقاحات، والصرف الصحي، واستئصال الأمراض، وبناء القدرة على التحمل المجتمعي، خاصة في المناطق التي تعاني من النزاع والفقر وعدم كفاية نظم الرعاية الصحية.
من أبرز المشاريع المؤثرة، الشراكة مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين، التي ساعدت في تقديم اللقاحات المنقذة للحياة للأطفال في أفقر مناطق العالم. من خلال مشروع "خوشي بيبي"، ومشروع "لقاح-م"، ومشروع "التواصل الصحي"، يحصل الأطفال على التطعيمات الأساسية التي ستضعهم على طريق مستقبل أكثر صحة وإشراقًا. في هذه المناطق عالية المخاطر، يعد اللقاح أمرًا أساسيًا لحماية الأطفال من الأمراض التي تستمر في حصد أرواح الصغار. كانت أعمال مؤسسة الوليد للإنسانية مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين حاسمة في سد الفجوة بين القطاعين العام والخاص، وضمان وصول اللقاحات المنقذة للحياة إلى أولئك الذين يحتاجون إليها بشدة.

كما كانت مؤسسة الوليد للإنسانية موجودة لدعم المجتمعات المحتاجة خلال جائحة كوفيد-19، حيث دعمت الجهود للتخفيف من آثار الفيروس، خاصة في المناطق الحضرية الضعيفة في فلسطين والسودان وسوريا وتونس. في هذه المناطق، حيث يعيش الكثير من الناس في ظروف نزوح، كانت التحديات أكبر بكثير. تحركت مؤسسة الوليد للإنسانية عبر تمويل مشاريع رئيسية لتعزيز الاستعداد لمواجهة كوفيد-19، وتحسين الصرف الصحي، وتوفير المأوى. في السودان، تم توفير منازل آمنة لـ 1,800 شخص نازح، بما في ذلك الأطفال النازحين المعرضين للخطر. لم تقتصر هذه المشاريع على المساعدة خلال الأزمة فحسب، بل تم تمكين المجتمعات لبناء القدرة على التحمل ضد التحديات الصحية المستقبلية.
ما بعد كوفيد-19، تواصل مؤسسة الوليد للإنسانية مساهمتها في مكافحة الأمراض مثل مرض الدودة الغينية، شلل الأطفال، والحصبة. تتعاون المؤسسة عن كثب مع مركز كارتر للمساعدة في القضاء على مرض الدودة الغينية ، الذي لا يزال يؤثر على الآلاف في مناطق ريفية في أفريقيا. منذ عام 1986، حقق برنامج القضاء على مرض الدودة الغينية خطوات كبيرة، وفي عام 2023 وحده، تم مراقبة أكثر من 9,000 قرية من أجل المرض. وبالتعاون مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس، تدعم مؤسسة الوليد للإنسانية الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، التي وصلت إلى أكثر من 78 دولة. هذه الجهود حاسمة في المعركة من أجل عالم خالٍ من شلل الأطفال، حيث تركز على التطعيم والمراقبة لحماية الأطفال من آثار الشلل التي تستمر مدى الحياة.

كما تشمل التزام المؤسسة بتحسين الصحة العالمية محاربة الحصبة والحصبة الألمانية، اللتين تهددان ملايين الأطفال حول العالم. من خلال مشروع القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، الذي أطلقته بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يهدف المشروع إلى القضاء على هذه الأمراض من خلال حملات تطعيم واسعة النطاق. تركز هذه الجهود على دول مثل إثيوبيا ونيجيريا وفنزويلا والسودان. وبحلول عام 2025، تم تطعيم أكثر من 2.3 مليون طفل من خلال هذا المشروع، مع الوصول إلى 50 مليون طفل عبر هذه المبادرات. في عام 2023 وحده، حمت هذه الجهود ملايين الأطفال من هذه الأمراض شديدة العدوى، ما يقربنا خطوة أخرى نحو عالم خالٍ من هذه التهديدات.
أخيرًا، تواصل مؤسسة الوليد للإنسانية تحقيق تأثير عميق في مكافحة مرض التراخوما، أحد الأسباب الرئيسية للعمى في العالم النامي، من خلال عملها مع مركز كارتر. تركز الشراكة على منطقة أمهرة في إثيوبيا، حيث أجريت أكثر من 797,000 عملية جراحية وتم توزيع ملايين الجرعات من المضادات الحيوية. في عام 2023 وحده، تم إجراء ما يقرب من 51,000 عملية جراحية، ما ساعد في استعادة البصر لأولئك المعرضين لخطر العمى. كما يركز البرنامج على التوعية بالصحة العامة، حيث وصل إلى 8,700 مدرسة و3,871 قرية لإحداث تغيير مستدام وحماية الأجيال المستقبلية من هذا المرض القابل للوقاية.
اليوم العالمي للصحة هو تذكير بمدى أهمية الصحة في بناء مجتمعات مرنة ومزدهرة. إن عمل مؤسسة الوليد للإنسانية وشركائها هو شهادة على ما يمكن تحقيقه عندما نتعاون معًا لمعالجة الأسباب الجذرية للفوارق الصحية. من خلال الاستثمار في حلول صحية مستدامة، من اللقاحات والصرف الصحي إلى القضاء على الأمراض والإسكان، نحن جميعًا نساهم في مستقبل أكثر صحة للجميع. لكن العمل لم ينته بعد. مع الاستمرار في التفاني والتعاون، يمكننا التأكد من أن لا أحد يُترك خلف الركب في السعي العالمي من أجل الصحة والرفاهية للجميع.
بينما نحتفل باليوم العالمي للصحة، دعونا نأخذ لحظة لتكريم الجهود التي قربتنا من تحقيق العدالة الصحية العالمية، ونلتزم بالعمل نحو مستقبل حيث يمكن لكل طفل وعائلة ومجتمع أن يزدهروا في صحة وكرامة.