تكريم للأميرة نورة بنت عبد الرحمن، مصدر إلهامي


بينما نحتفل بيوم التأسيس السعودي، تمنحنا هذه المناسبة فرصةً للتفكير في الدور المهم الذي قامت به النساء في بناء المملكة العربية السعودية. ومن بين النساء اللواتي تبرز إرثهن، الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الأخت الكبرى للملك عبد العزيز. لا يمكن تجاوز حجم تأثيرها على السنوات الأولى من تاريخ المملكة. كانت الأميرة نورة قوة موجهة، حيث ساعدت بذكائها وحكمتها وقوتها في وضع أسس نجاح المملكة.
كانت الأميرة نورة أخت الملك عبد العزيز و مستشارته الموثوقة ورفيقة سره. كان الرابط بينهما، الذي نشأ من خلال التحديات المشتركة، أساسياً في توحيد المملكة. كثيراً ما كان الملك عبد العزيز يعبر عن إعجابه الكبير بها، قائلاً: "أنا أخو نورة"، ما يبرز الاحترام الذي يكنه لحكمتها وإرشاداتها. كانت مشورتها حاسمة في تشكيل مسار المملكة وضمان نجاحها.
صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود
ما ميز الأميرة نورة حقاً هي حكمتها الاستثنائية. وصفت بأن لديها "عقل أربعين رجلاً"، وكانت مشهورة بذكائها وبُعد نظرها. عندما تم إدخال الهاتف إلى الرياض في ثلاثينيات القرن العشرين، تم تمديد أول خط هاتفي بين قصر الملك عبد العزيز وأخته، ما يبرز أهمية تواصلهما ودورها الحيوي في اتخاذ القرارات. كان حُكمها يُقدر من قبل عائلتها، وكل من عرفها. لقد كانت محط إعجاب لوضوح تفكيرها وإحساسها القوي بالحق والباطل.
على الرغم من غياب لقب "السيدة الأولى" في زمن الأميرة نورة، إلا أن تأثيرها كان كبيرًا. فقد كان لها دورٌ بارزٌ في الجهود الدبلوماسية الأولى للمملكة. حيث رحبت بالشخصيات الأجنبية وقدمت المشورة القيمة. ساعدت قدرتها على التواصل مع الآخرين، سواء على الصعيد الشخصي أو السياسي، في تمهيد الطريق لعلاقات السعودية الدولية. كانت مهارتها الدبلوماسية تعكس إيمانها ببناء علاقات قوية واستراتيجية من أجل المستقبل.
كانت الأميرة نورة من المدافعات عن تعليم المرأة، ما يعد متقدمًا جدًا في زمانها. فقد كانت واحدة من القليلات في عصرها اللواتي يعرفن القراءة والكتابة، وفهمت القوة التحويلية للتعليم. كانت تشجع الفتيات على إتمام حفظ القرآن، ما ساهم في تعزيز ثقافة العلم. رؤيتها في تمكين المرأة عبر التعليم لا تزال حاضرة حتى اليوم من خلال جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، أكبر مؤسسة تعليمية نسائية في العالم، و سُميت تكريماً لها. تستمر إسهامات الأميرة نورة في مجال تعليم النساء في إلهام الأجيال.
يعد إرث الأميرة نورة دليلاً على شخصيتها الاستثنائية وقيادتها الملهمة. كانت محبوبة من قبل شعب المملكة العربية السعودية. كانت حكمتها وتواضعها وكرمها نموذجًا يحتذى به. أصبحت رمزًا للنزاهة، ويُطلق اسمها كثيرًا على البنات في أنحاء المملكة.
بينما نتأمل في يوم التأسيس السعودي، من المهم أن نعترف بالدور الأساسي الذي قامت به نساءٌ مثل الأميرة نورة في تشكيل المملكة. كانت النساء دائمًا جزءًا رئيسيًا في تطور البلاد، حيث شكلن قيمها ورؤيتها ومستقبلها.
اليوم، في ذكرى تأسيس المملكة، نحتفل بإرث الأميرة نورة. لقد كانت حكمتها وشجاعتها وقيادتها عنصرًا أساسيًا في تأسيس المملكة العربية السعودية، ولا تزال تلهمنا حتى اليوم. سيستمر مثالها في القيادة والخدمة والإخلاص مرشدًا للأجيال القادمة. بينما نحتفل بتأسيس المملكة، نحتفل أيضًا بالنساء اللواتي ساعدت قوتهن في تشكيل هذه الأمة لتصبح منارة للتقدم كما هي اليوم.